مع الناس (صفحة 154)

قلت: نعم، وهل إلا هذا؟ الامتحان مباراة. أفرأيت رياضياً، ملاكماً أو مصارعاً، يهدّ جسمه ليالي المباراة بالسهر، أم تراه ينام ويأكل ويستريح ليدخل المباراة قوياً نشيطاً؟ إن أول نصيحة أسديها لمن يدخل الامتحان من الطلاب والطالبات أن يحسن الغذاء وأن ينام ثماني ساعات.

قال: والوقت؟

قلت: إن الوقت متسع، وإن ساعة واحدة تقرأ فيها وأنت قويّ مستريح تنفعك أكثر من أربع ساعات تقرؤها وأنت نعسان تعبان، تظن أنك حفظت الدرس وأنت لم تحفظه.

قال: إن كانت هذه النصيحة الأولى، فما الثانية؟

قلت: أن تعرف نفسك أولاً، ثم تعرف كيف تقرأ؛ فإن من الطلاب من يسمع الدرس من المعلم فينساه فإذا قرأه بنفسه استقر فيها، ومنهم من يقرأ فينسى فإذا سمع بأذنه حفظ. أي أن من الناس من هو «بَصَري» يكاد يذكر في الامتحان صفحة الكتاب ومكان المسألة منها، ومنهم من هو «سَمْعي» يذكر رنة صوت الأستاذ. فإن كنت من أهل البصر فادرس وحدك، وإن كنت من أهل السمع فادرس مع رفيق لك مثلك واجعله يقرأ عليك.

قال: وكيف أعرف نفسي؟

قلت: أنا أكتب عشر كلمات لا رابطة فيها (مثل: كتاب، مئذنة، سبعة عشر، هارون الرشيد ...) وأقرؤها عليك مرة واحدة، ثم تكتب أنت ما حفظته منها. وأكتب مثلها وأطلعك عليها لحظة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015