وبعد، فإن فيما كتب الشاب في الكتاب الأول مبالغة. ولو أنه خطب من أمثاله، من ناس يعرفهم من قبل الخطبة ويعرفونه، لما ردّوه ولما اعترضوا على ماله ولا على شكله ولا على أبيه وأمه. ولو أن التي كتبت إليّ الكتاب الثاني راجعت القاضي لمّا جاءها الخاطب الصالح، وتيقن القاضي من صلاحه ومن تعنّت الولي، لزوّجها على رغم أنف أخيها.
* * *
يا أيها السامعون، إنه لا يُصلح ما نشكو من الفساد إلا تسهيل الزواج. وأنا أرى أن من يسعى في زواج ويعمل على إتمامه يكون ساعياً في خير وبرّ، عاملاً لمكرمة وفضيلة، ويكون قائماً بطاعة الله وخدمة الوطن.
فيا مَن عنده بنات: لا تردّوا الخاطب الصالح إذا جاءكم ولا ترهقوه بالمطالب. ويا أيها الشباب: عجلوا بالزواج، فإنكم لا تطيعون الله بعد إتيان الفرائض وترك المحرمات بأفضل من الزواج، تصونون به أخلاقكم وتحفظون به دينكم. ويا عقلاء البلد، ويا دعاة الإصلاح، ويا أرباب الأقلام، ويا أصحاب المنابر: اجعلوا الزواج من أول ما تعملون له وتسعون لتيسيره.
والله يوفقكم ويجزل ثوابكم.
* * *