أما الذي لا يفيد الزوجين ولا تدوم منفعته إلا سبعة أيام فهذا الذي لا أقول به.
إن هذه العادات تكلف أكثر من المهر، تكلف الخاطب وتكلف الأب وربما كان فيها خراب البيتين. وحفلة العقد لا بد منها، وهي من السنة، ولكن المصيبة أولاً في الثياب؛ أنا أحضر بالبذلة التي ألبسها عشرين حفلة وأبقى عليها خمس سنين، أما الأم فلا تحضر حفلة البنت الثانية بالبذلة التي حضرت بها حفلة البنت الأولى، يا عيب الشؤم! كيف يراها الناس بها مرتين؟! والأخت كذلك، والعمة وبنت العم، وأخت سلفة امرأة العم، وحماة خالة السلفة ... كل واحدة تكلّف زوجها ثمن ثوب جديد لهذه الحفلة! أي أن الحفلة الواحدة تفسد موازنة أربعين أسرة، وربما أدت إلى خلاف يدمر حياتها الزوجية.
هذه واحدة، والثانية في طاقات الأزهار. أعرف حفلة عرس كانت في دمشق بلغ ثمن ما أحضر فيها من زهر ألفَي ليرة. ألفي ليرة حقيقة! أتدرون ماذا كان مصيرها؟ لم يتسع لها المكان فركم بعضها فوق بعض، فاستؤجر لها بعد يومين طُنْبُر (?) ليحملها إلى المزبلة. ألفا ليرة ألقيت على المزبلة وفي البلد ألفا أسرة تتمنى الليرة!
والثالثة: عُلَب الملبَّس، وثمن الواحدة منها لا يقل عن خمسة وسبعين قرشاً وقد يصل إلى خمس ليرات، وملؤها يكلف نصف ليرة، فاحسبوا كم يكون ثمن هذه العلب لحفلة متوسطة فيها مئة مدعو أو مدعوة.