مع الناس (صفحة 121)

موسوساً. وهو يختم كلامه بشتائم حارة منتقاة للبنات وآباء البنات (وأنا منهم مع الأسف) ولهذا المجتمع كله.

* * *

أما الكتاب الثاني فتقول صاحبته إنها إحدى ثلاث أخوات شابات يعشن في كنف أخيهن، وهو لا يقصر في الإنفاق عليهن، ولكنه كلما جاء خاطب ردّه وتمحّل له الحيل؛ فهذا ضيّق ذات اليد وهو يخاف أن يضيّق على أخته، وهذا جاهل ليس كفواً له وهو العالم الجليل (أي في رأي نفسه)، وهذا من أسرة مجهولة، وهذا مقطوع ليس له أحد فهو يخشى إذا كان خلاف ألا يجد من أهله من يكلمه في أمره، وهذا كثير الأهل له أم وأخت وامرأة أخ، فهو يخشى أن يظلمن أخته ... وإذا جاء خاطب لم يجد له علّة أغلى عليه المهر وأرهقه بالتكاليف. وهي تستشير وتستجير، وتخاف أن يشيع ذلك عنها فلا يُقبل الخُطّاب إليها وتبقى عانساً طول عمرها.

* * *

هذان هما الكتابان يا أيها السامعون، وهذه هي المشكلة الكبرى في حياتنا الاجتماعية: بنات شابات يملأن البيوت ينتظرن الزواج، وشباب عزاب يجوبون الطرقات يطلبون الزواج. ولكن بين الفريقين سداً منيعاً، يمنعهما من الاتصال الحلال فقط، أما في الحرام فليس بين الفريقين حجاب! وهذا السد هو الآباء، عفواً، لست أعني الآباء جميعاً، بل الذين لم يدركوا إلى الآن أن في الدنيا اليوم وباءً فتّاكاً يدمر الأخلاق ويبدّد الأعراض، وأنه لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015