نشرت سنة 1958
أمامي الآن كتابان، أحدهما من شاب موظف والآخر من آنسة شابة. الكتاب الأول يشير إلى مشكلة من أكبر المشكلات الاجتماعية في بلدنا، بل هي أكبرها بلا جدال، والكتاب الثاني يقدم الحلّ لهذه المشكلة. ولو أني أعددت العدة وهيأت الوسيلة ليصلا إليّ في يوم واحد لما وُفّقت إلى ما جاءت به هذه المصادفة العجيبة. وأكرر القول بأن الكتابين أمامي، فلا تظنوا أني أتخيّل، وفيهما الأسماء والعناوين ولكني لن أذكر منها شيئاً.
يقول صاحب الكتاب الأول إنه موظف صغير براتب لا يتجاوز مئتي ليرة، وأنه شريف المَحتد حسن الخلق، أحبّ أن يعصم نفسه بالزواج وأن ينشئ له أسرة، فخطب أول مرة فبحثوا عنه وسألوا، فلما لم ينكروا منه خلقاً ولا ديناً قالوا إن راتبه قليل. فخطب مرة ثانية وأفهمهم أن راتبه قليل، قالوا: "وما الراتب؟ هل هي بيعة يُبحث فيها عن الثمن؟ نحن لا نهتم بالمال". ففرح وقال: "هنا حَطَّ بنا الجَمّال (?) ". وكاد ينتهي الأمر لولا أنهم قالوا إنه قبيح الصورة، مع أنه جميل (هو الذي يشهد لنفسه بالجمال لا أنا،