المبحث الثَّامِن: مَعَ الإِمَام أبي إِسْحَاق الشاطبي فِي تَفْسِير آيَات العقيدة

العقيدة السليمة المستقيمة على منهاج الْكتاب وَالسّنة وَسلف الْأمة هِيَ أهم شَرط يَنْبَغِي أَن يُوجد فِيمَن أَرَادَ تَفْسِير كتاب الله تَعَالَى1.

والمفسرون الْمُحَقِّقُونَ لهَذَا الشَّرْط هم كثير فِي السّلف، قَلِيل فِي الْخلف.

والمصنفات التفسيرية الَّتِي نهج أَصْحَابهَا الْمنْهَج القويم تخْتَلف فِي الاهتمام بالناحية العقدية، فَمِنْهَا المكثر، وَمِنْهَا الْمقل، مَعَ عدم خلوها - جمعا وإفرادًا - من هَذَا الْمَقْصد الْأَعْظَم عِنْد تَفْسِير كتاب الله تَعَالَى.

وَالْإِمَام أَبُو إِسْحَاق الشاطبي قد اهتم بالناحية العقدية من خلال الْآيَات الَّتِي رَأَيْته فَسرهَا، فَهُوَ يبين - رَحمَه الله تَعَالَى - مَقْصُود الْآيَة على الْمنْهَج الصَّحِيح2، وَيرد على من خَالف ذَلِك من الْفرق الضَّالة، ويستدل بالأحاديث والْآثَار وأقوال السّلف كثيرا فِي هَذِه النَّاحِيَة.

وتلمح اهتمامه بِهَذَا الْمَوْضُوع من خلال أَكثر مؤلفاته؛ إِلَّا أَن كِتَابه الْعَظِيم "الِاعْتِصَام" قد تميز فِي هَذِه النَّاحِيَة.

وَإِلَيْك بعض الْأَمْثِلَة على هَذَا المبحث:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015