وَله عِنْدَمَا شَارف الكهولة واستأنف قطع صرة كَانَت مَوْصُولَة

(أما أَنا فقد أرعويت عَن الصِّبَا ... وعضضت من نَدم عَلَيْهِ بناني)

(وأطعت نصاحي وَرب نصيحة ... جَاءُوا بهَا فلججت فِي الْعِصْيَان)

(أَيَّام أسحب من ذيول شبيبتي ... مرحا وأعثر فِي فضول عناني)

(وَأجل كأسي أَن ترى مَوْضُوعَة ... فعلى يَدي أَو فِي يَدي نَدْمَانِي)

(أَيَّام أَحْيَا بالغواني والغنا ... وأموات بَين الراح وَالريحَان)

(فِي فتية فرضوا اتِّصَال هواهم ... فمناهم دن من الأدنان)

(هزت علاهم أريحيات الصِّبَا ... فَهِيَ النسيم وهم غصون البان)

(من كل مخلوع الأعنة لم يبل ... فِي غيه بتصارف الْأَزْمَان)

وَله حِين أقلع وأناب وودع ذَلِك الجناب وتزهد وتنسك وَتمسك من طَاعَة الله بِمَا تمسك وثاب يَوْمًا يتجرد من أمله وينفرد فِيهِ بِعَمَلِهِ

(الْمَوْت يشغل ذكره ... عَن كل مَعْلُوم سواهُ)

(فاعمر لَهُ ربع ادكا ... رك بالعشية والغداه)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015