يَوْم فِرَاقه وَبَينه وَلم يكن لَهُ بعد ذَلِك بهَا اشْتِغَال وَلَا فِي شعاب تِلْكَ المسالك إيغال وَله تواليف فِي الْوَعْظ والزهد وأخبار الصَّالِحين تدل على تخليته عَن الدُّنْيَا واتراكه والتفلت من حبائل الاغترار وإشراكه وشعره يدل على التأهب للإرتحال ويستدل بِهِ على ذَلِك الإنتحال فَمن ذَلِك قَوْله
(الْمَوْت فِي كل حِين ينشر الكفنا ... وَنحن فِي غَفلَة عَمَّا يُرَاد بِنَا)
(لَا تطمئِن إِلَى الدُّنْيَا وبهجتها ... وَإِن توشحت من أثوابها الحسنا)
(أَيْن الْأَحِبَّة وَالْجِيرَان مَا فعلوا ... أَيْن الَّذين هم كَانُوا لنا سكنا)
(سقاهم الدَّهْر كأسا غير صَافِيَة ... فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا)
(تبْكي الْمنَازل مِنْهُم كل منسجم ... بالمكرمات وترثي الْبر والمننا)
(حسب الْحمام لَو أبقاهم وأمهلهم ... أَلا يظنّ على معلوة حسنا)