بتذكيره فَمَا أتم خطبَته حَتَّى بللهم الْغَيْث وَذكروا أَن رَسُول الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله جَاءَهُ غَدَاة ذَلِك الْيَوْم فحركه لِلْخُرُوجِ وَذكر عزمه عَلَيْهِ وَالسَّابِقُونَ متسابقون إِلَى الْمصلى فَقَالَ للرسول وَكَانَ من خَواص حلفاء الصفاء إِلَيْهِ فيا لَيْت شعري مَا الَّذِي يصنعه الْخَلِيفَة سيدنَا فَقَالَ لَهُ مَا رَأينَا قطّ أخشع مِنْهُ فِي يَوْمنَا هَذَا إِنَّه لمنتبذ حائر مُنْفَرد بِنَفسِهِ لابس أخشن الثِّيَاب مفترش التُّرَاب قد رمى بِهِ على رَأسه ولحيته وَبكى واعترف بذنوبه وَهُوَ يَقُول هَذِه ناصيتي بِيَدِك أتراك تعذب الرّعية وَأَنت أحكم الْحَاكِمين لن يفوتك شَيْء مني قَالَ فتهلل وَجه القَاضِي مُنْذر بن سعيد عِنْدَمَا سمع من قَوْله وَقَالَ يَا غُلَام احْمِلْ الممطر مَعَك فقد اذن الله تَعَالَى بالسقيا إِذا خشع جَبَّار الأَرْض فقد رحم جَبَّار السَّمَاء وَكَانَ كَمَا قَالَ فَلم ينْصَرف النَّاس إِلَّا عَن السقيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015