الصحابة والتابعين سمعوا الغناء وحضروا مجالسه، بل صح أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أباحه، والأحاديث الصحيحة فى ذلك كثيرة:
منها: ما سبق ذكره عند استدلال الفريق الثانى لمذهبه بصحة بيع آلات اللهو المباح والغناء (?).
ومنها: ما جاء عند ابن ماجه (?)، عن عائشة، قالت: دخل على أبو بكر وعندى جاريتان من جوارى الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار فى يوم بعاث قالت: وليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر: أمزمورة الشيطان فى بيت النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ وذلك فى يوم عيد الفطر. فقال النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا.
ومنها: ما رواه الطبرانى فى الصغير والأوسط عن عائشة (?) أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- مر بنساء الأنصار فى عرس لهن وهن يغنين:
وأهداها لها كبشا ... يذبح فى الغد
وروحك فى البارى ... وتعلم ما فى غد
فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما يعلم ما فى غد إلا اللَّه.
وهذا الحديث قد رواه الحاكم أيضًا بلفظه عن عائشة وصححه.
ومنها ما ورد عند ابن ماجه عن الربيع بنت معوذ قالت: دخل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صبيحة عرسى وعندى جاريتان تغنيان وتندبان آبائى الذين قتلوا يوم بدر، وتقولان ما تقولان: "وفينا نبى يعلم ما فى غد".
فقال: أما هذا فلا تقولوه، ما يعلم ما فى غد إلا اللَّه.
ومنها: ما رواه البخارى وأبو داود كما عند ابن ماجه، إلا أن فيه: فقال: "دعى هذا وقولى بالتى كنت تقولين".