الباب التاسع والثلاثون في خواص الأحجار وكيانها في المعادن قال الفاضل أبو العباس شهاب الدين أحمد بن يوسف التيشاء: في الجوهر اسم عام يطلق على الكبير والصغير منه فما كان كبيرا فهو الدر وما كان صغيرا فهو اللؤلؤ المسمى حبا ويسمى أيضا اللؤلؤ الدق ولؤلؤ النظم وحيوان الجوهر الذي يتكون فيه كبيره وصغيره يسمى باليونانية أسطوروس يعلو لحم ذلك الحيوان صدفتان ملازمتان لجسمه والذي يلي الصدفتين من لحمه أسود ولهذا الحيوان فم وأذنان وشحم يلي الفم من داخلهما إلى غاية الصدفتين والباقي رغوة وصدفة وماء.

وذكر القاضي الرشيد بن الزبير في كتابه العجائب والطرف كان المعتز بالله قد التمس من أمه قيتحة خمسين ألف دينار ينفقها في الجند فذكرت أنها لا تملك حبة واحدة فظهر لها بعد قتل ابنها في سنة خمس وخمسين ومائتين وكانت قيتحة قد استخلفت فوجد لها خزانة فيها ألف ألف دينار وثلاثة أسفاط في أحدهم زمرد لم ير مثله قط وفي الآخر نصف مكوك حب كبار لؤلؤ وفي الآخر كالجة فصوص ياقوت أحمر فقوم ذلك فكانت قيمته ألفي ألف دينار وكانت غلتها في كل سنة عشرة آلاف ألف دينار والله أعلم.

الباب التاسع والثلاثون في خواص الأحجار وكيانها في المعادن

قال الفاضل أبو العباس شهاب الدين أحمد بن يوسف التيشاء: في الجوهر اسم عام يطلق على الكبير والصغير منه فما كان كبيراً فهو الدر وما كان صغيراً فهو اللؤلؤ المسمى حباً ويسمى أيضاً اللؤلؤ الدق ولؤلؤ النظم وحيوان الجوهر الذي يتكون فيه كبيره وصغيره يسمى باليونانية أسطوروس يعلو لحم ذلك الحيوان صدفتان ملازمتان لجسمه والذي يلي الصدفتين من لحمه أسود ولهذا الحيوان فم وأذنان وشحم يلي الفم من داخلهما إلى غاية الصدفتين والباقي رغوة وصدفة وماء.

وذكر أرسطاطاليس في كتابه أن من الحيوان غير الناطق السرطان يشتي أكل لحم هذه الدابة فلما حال دونه ودون شهوته شيء بمنزلة الحاجز بينه وبين ذلك اللحم الرخص الذي في الصدفات احتال عليه فلا يزال السرطان راصداً له حتى يراه قد فتح جلدة الصدفة فيأخذ حجراً صغيراً فيرمي به في جوف الصدفة فلا تقدر عند ذلك على انضمامها كما كانت لأنها لا تلتحم بمنع الحجر من انطباقها فيدخل السرطان قرنيه إلى ذلك اللحم الرخص فيستخرجه ويأكله لالتذاذه به، ويذكر من أكله من الغواصين انه شبيه بطعم قوانص الطير.

وذكر أرسطاطاليس في كتاب الأحجار، أن البحر المحيط بالعالم هو الذي في ظلمات مقيمة يلحق آخره أول البحر المسلوك وأن الرياح تصفق هذا البحر المحيط المسمى أوقيانوس في أوقات فصل الشتاء فيهيج هيجاناً شديداً فيطلبه الصدف الذي يكون فيه الدر في وقت ريح الشمال فإذا هاجت الرياح والأمواج من ذلك البحر المحيط كان لأمواجه رشارش فليتقمه الصدف الكائن في البحر الذي يسلكه الناس كما يلتقم الرحم المني فتصير تلك النطفة من ذلك الماء في اللحم المركب في الصدف فلا يزال الصدف يعمد إلى ذلك الموضع الساكن من ماء البحر فيفتح فمه ويستقبل بذلك الماء الذي هو مثل النطفة رياح الهواء وحر الشمس عند طلوعها وغروبها ولا يعرض لها في وسط النهار لشدة حر الشمس وهيجان البخارات التي تهيج من العالم والغبار الذي تهيجه الرياح فإذا انعقدت الدرة ولو كانت الدرة منها نهاية في الكبر فلا يكون لها طائل ثم إذ ليس فيها شيء من أصناف الدر النفيس والله أعلم.

جيده ورديئه: الجوهرة الكاملة خواصها إما في الكمية في العظم وكثر الماء وإما في الكيفية في شدة البياض وكرة الإشراق واستواء اللون استدارته واكتنازه وشكله وما لم يكن كذلك فالآفات أفسدته ومنها أنه ربما وجد بعض الدرة لم تتم تربيتها وربما لصق بها قشر من لحم الحلزون صار كالصدا والوسخ فأفسد لونها وربما كانت كدرة أو كان فيها ماء أو كانت فيها دودة أو كانت مجوفة غير مصمتة وكل هذه آفات دخلت على الدرة من مقر التربية وأما فساد شكلها فمن قبل أن الحبة تقع في موضع من اللحم الذي في الصدف غير مستوى فتتجسد الدرة على صورة الموضع على صورة الموضع الذي ضمها فجيد الجوهر على الجملة المدحرج القار الصافي الشفاف الكبير الجرم الكبير الوزن الضيق الثقب وجيد اللؤلؤ النقي من الوسخ.

ذكر خواصه ومنافعه: من خواص الجوهر أنه يتكون قشوراً رقاقاً طبقة على طبقة وما لم يكن كذلك فليس بجوهر مخلوق والجوهر بالجملة الدر الذي هو كبار اللؤلؤ وحبه الذي لا يمكن ثقبه لصغره كل ذلك معتدل في الحر والبرد واليبس والرطوبة لطيف يجفف الرطوبة في العين ويزيل كثرة وسخها ولاسيما العتيق منه الذي يوجد في الترب وقد جفت رطوباته فإنه أصلح في ذلك لخفقان القلب ومن الخوف والجزع الذي يعرض في المرة السوداء ويلطف الدم الذي يغلظ في الفؤاد ولهذا أيضاً يخلطه المتطببون في أدوية القلب ويحبس نزف الدم ويجلو الأسنان جلاء صالحاً وإذا سحق وسقي مع سمن بقر نفع من السموم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015