القول من غير نبوة، وقيل ذلك في قوله: "اللهُمَّ عَلِّمْهُ الحِكْمَةَ" (?). وقيل: الحكمة: الفقه في الدين والعلم به. وقيل: الخشية. وقيل: الفهم عن الله.
وهذا كله يصح في تفسير: "الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ". وفي قوله: "عَلِّمْهُ الحِكْمَةَ" ولا سيما مع قوله: "الْفِقْهُ يَمَانٍ" (?). وقد قيل: الحكمة: النبوة. وقيل هذا كله في قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 269].
قال ابن قرقول: وقد قيل: الحكمة إشارة العقل، والحكيم: مَنْ قَبِلَها، وقال بها، وعمِل ولم يخالفها في شيء من أمر دينه ودنياه فهو الحكيم، وهو الحاكم، وهو المحكم، وأموره كلها محكمة؛ لأنها صادرة عن إشارة العقل وتدبيره، وهو الحاكم المصيب الذي لا يخطئ ما دام محفوظًا من الله لم تلحقه آفة ولا حلَّ به نقص.