" فَجَمَحَ مُوسَى فِي إِثْرِه" (?) أي: أسرع، وفرس جموح أي: سريع، وهو مدح، وفرس جموح إذا كان لا يثنيه لجام، بل يركب رأسه في جريه، وهو ذم، ودابة جموح إذا كانت تميل في أحد شقيها، وهو ذم أيضًا.
وقوله: "يُصَلَّى عَلَى الجَمْدِ" (?) بسكون الميم، وفي كتاب الأصيلي وأبي ذر بفتحها، والصواب بالسكون وهو هاهنا الماء الجامد من شدة البرد بدليل الترجمة، وذكر الصلاة على الثلج، والجَمْد والجُمْد بضم الجيم وفتحها مع سكون الميم: الأرض الصلبة.
قوله: "مَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ" (?) هو التمسح بالجمار وهي الحجارة الصغار، وقيل: سمي بذلك لأنه يطيب الريح كما يطيبه الاستجمار بالبخور، وقد قيل في قوله: "مَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ" أنه البخور، مأخوذ من الجمر الذي يوقد به، وقد كان مالك يقوله ثم رجع عنه، وأما قوله: "مَنِ اسْتَجْمَرَ بِأَلُوَّةٍ" (?) فهو هاهنا البخور لا غير.
وفي الحديث: "أَجْمِرُوا ثِيَابِي" (?) أي: بخروها، وفي الحديث: "وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ" (?).