ومنه قوله: "وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ" (?) أي: غير متطيبات، لئلا يحركن الرجال بريح طيبهن، وكذلك في حديث غسل الجمعة: "وَلَهُمْ تَفَلٌ" أي: رائحة كريهة، وأما صفة أهل الجنة فرويت: "لَا يَتْفِلُونَ" (?) بكسر الفاء، ولم يروه أحد بفتحها، ولا يحتمل الكسر إلاَّ البصاق (?)؛ لأن الفعل منه: تَفَل يتفُل تَفْلاً، ويقال: من الرائحة الكريهة: تَفِل يتْفَل تَفْلاً فهو تَفِلٌ، فهو بالبزاق أشبه؛ كما وصفهم بأنهم لا يبصقون ولا يمتخطون (?)، ولو روي بفتح الفاء لكان معناه: لا تُنتن روائحهم وعرقهم.
قوله: "وَكَانَ تَافِهًا" (?) أي: حقيرًا يسيرًا لا خطر له.
في باب البصاق في المسجد قوله: "فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَتْفُلْ هَكَذَا - وَوَصَفَ القَاسِمُ فَتَفَلَ في ثَوْبِهِ" كذا لابن الحذاء، وعند سائر شيوخنا: "فَلْيَقُلْ هَكَذَا" (?) وهو الوجه.