في الحديث: "بُثُّوا" (?) أي: فرقوا، و"لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ " (1) أي: لا أظهره وأنشره، و"لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا" (?) أي: لا تشيعه، ويروى: "تَنُثُّ" ولكن في غير الصحيحين إلاَّ أن عند المستملي: "تَنْثِيْثًا" في المصدر، والمعنى متقارب، ومنه: "وبَثَّهَا فيكُمْ" (?) أي: نشرها وأشاعها، ويقال: بثثت الخبر وأبثثته.
"لِيَعْلَمَ البَثَّ" (?) أصله الحزن، ومنه: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي} [يوسف: 86]، وقول كعب: "حَضَرَنِي بَثِّي" (?)، والبث الذي أرادت (?): داء أو عيب كانت تتستر به ويحزنها، فكان لا يتعرض للاطلاع عليه كرمًا، هذا معنى قول أبي عبيد (?).
وقال ابن الأعرابي: بل أرادت أنه لا يجامعها أو لا يضاجعها؛ لأنه كان إذا رقد التف، والبث هنا حبها إياه وشدة حاجتها إليه. وقال غيرهما: أرادت أنه لا يتفقد مصالحها ولا ينظر في أمورها، يقال: فلان لا يدخل يده في هذا الأمر.