"أَمَا نَالَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفُ مَنْزِلَهُ" (?).

وقوله: "يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ" (?) أي: أوقاته، الواحد: أَنى مفتوح الهمزة مقصورًا منونًا، وإِنًا علي وزن: مِعًا، وإنْيٍ علي مثال: قِدْرٍ.

قوله: "مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ" (?) كذا رويناه عن أكثرهم ومتقنيهم في الصحيح وغيره، وقد خلط فيه بعضهم وصحف، وكان في كتاب ابن سكّرة وابن أبي جعفر: "مَائنَّةٌ" بالمد، وعند بعضهم: "مَا إِنَّه مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ" جعل: "مَا": بمعنى: "الَّذِي" و"إِنَّه": تأكيد والهاء عائدة علي: "مَا" وهم كلهم في ذلك موهِمون، والصواب ما تقدم.

وقال الأصمعي: معناه: مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرَةٌ وعَلَامَةٌ، كأنه دال علي فقه الرجل، وحقيق بفقه الرجل، وهذا كلام جمع تفسيرين ولفَّ معنيين؛ لأن الدلالة على الشيء غير ما يستحقه ويليق به. قال غيره: المئنَّة للشيء هي الدليل عليه. وقيل: معناه: حقيقته، والميم زائدة عند الخطابي والأزهري (?) وغيرهما، ميم مَفْعَلة، وهو نحو ما ذهب إليه الأصمعي في أحد تفسيريه المختلط بقوله: مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرَةٌ.

وقال لي ابن ورد (?): قال لي شيخنا أبو الحسين ابن سراج عن أبيه: هي أصليّة، ووزنها: فَعِلَةٌ، من مَأَنَتْ إذا شَعَرَتْ، أي: إنها مشعرة بذلك، وهذا علي أحد تفسيري الأصمعي في قوله: علامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015