وأَمَّا قوله: "ولَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ" (?) فهذا لا يصح فيه إلاَّ الفتح.
قوله: "أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ" (?) ضبطناه بالوجهين الفتح والكسر معًا والكسر أوجه؛ لأنه استفهام مستأنف عن الحديث، إلا أنه جاء بالواو ليرد الكلام على كلام عروة, لأنها من حروف الردّ، ويجوز الفتح على تقدير: أوعلمت أن جبريل، أوَحدثت، ونحو هذا من التقدير.
وفي حديث أبي قتادة في قصة صاحب المَزَادتين قول المرأة لقومها: "مَا أَدْرِي أَنَّ هَوَلَاءِ القَوْمَ يَدْعُونَكُمْ عَمْدًا" كذا للأصيلي وغيره بالفتح والتشديد، ولغيرهم: "مَا أُرى" (?) مكان: "مَا أَدْرِي" ويحتمل أن تكون: "أَنَّ" (?) ها هنا بمعنى: (لعل)، وقيل ذلك في قوله تعالى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ} [الأنعام: 109]، ويحتمل أن تكون علي وجهها في موضع مفعول بـ "أَدْرِي".
قوله: "وسَعْدَيْكَ إِنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ" (?) رويناه بالفتح والكسر في "الموطأ" وغيره.
قال الخطابي: الفتح رواية العامة، يعني: أنها رواية الأكثر. قال ثعلب: من فتح خصَّ، ومن كسر عمَّ (?).