قوله: "وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ" (?) قال الخليل: الهجر والهجير والهاجرة: نصف النهار، وأهجر القوم وهجروا: ساروا في الهاجرة (?).
وقال غيره: هي شدة الحر، والتهجير للصلاة: السعي إليها في الهاجرة على مقتضى اللفظ في اللغة. وحمله بعضهم على أنه التبكير إليها، وأن ذلك لا يختص بوقت الهاجرة، قالوا: وهي لغة حجازية، وكذلك تأولوا في المهجر إليها، ومنه نشأ الخلاف في أيهما أفضل: هل التبكير إليها من أول النهار، أو السعي إليها في أجزاء (?) الساعة السادسة، والتبكير (?) في أول جزء من هذه الأجزاء، وقد يحتمل عندي هذا الحديث الجمعة والظهر، وقد سميتِ الظهرُ: الهجيرَ؛ لكونها تصلى فيه، فسميت بالوقت (?)، وبدليل قوله (?): "شَكَوْنَا إِلَي رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَرَّ الرَّمْضَاءِ فَلَمْ يُشْكِنَا" (?) ترغيبًا لهم في فضل التهجير، ومنه: "هَجَّرْتُ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -" (?) أي: جئته في الهاجرة.