قوله: "هَبَّ الرِّكَابُ"، معناه هاهنا: ثارت من مناخها بمرة، وتأتي بمعنى: أسرعت، وقيده الأصيلي: "هُبَّتِ" (?) على لفظ ما لم يسم فاعله، والأول أصوب. وهب من نومه: استيقظ.
وقول المرأة: "فَلَمْ يَقْرَبْنِي إِلَّا هَبَّةً وَاحِدَةً" (?) كذا لابْن السَّكَن، أي: مرة واحدة. وقيل: الهبة: الوقعة، يقال: احذر هَبَّةَ السيف، أي: وقعته، فهو كناية عن المواقعة بالجماع، ويسمى: الوقاع. وقيل: هو من هباب (?) الجمل أو التيس إذا اهتاج للجماع وصاح، ورواية الكافة: "هَنَةً" (?) بالنون. قال ابن عبد الحكم: أي مرة.
قلت: وكأنها تشير إلى تحقيرها ونزارتها.
قوله: "لَمْ يَهْبُلْنَ" (?) بضم الباء، أي: لم يرهلهن (?) اللحم وتكثر شحومهن، ومثله في غير هذه الرواية: "لَمْ يُهَيِّجْهُنَّ (?) اللَّحْمُ" بمعناه (?)، ورواه مسلم: "يَهْبُلُهُنَّ" والتهيج كالتورم من كثرة السمن، يقال منه: رجل مهبل ومهبج (?).