وفي باب الشرب قائمًا: "شَرِبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ زَمْزَمَ قَائِمًا وَاسْتَسْقَى" (?) كذا لهم، وعند ابن الحذاء: "وَاسْتَقَى (?) " والأول الصواب؛ لأنه قد اعتذر عن (?) الاستقاء بقوله: "لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَفَعَلْتُ" (?) يعني: يستن به فتخرج السقاية عن أهلها.
في خبر المزادتين: "فَسَقَى مَنْ سَقَى" كذا عند الأصيلي وأبي ذر، وعند القابسي وابن السكن: "فَسَقَى مَنْ شَاءَ" (?) وكلاهما صواب، أي: سقى من سقى دابته، وهو الذي شاء أن يسقي.
قوله في حديث الحديبية في الفضائل في مسلم: "حَتَّى اسْتَقَى النَّاسُ" (?)، وفي رِواية أخرى: "حَتَّى أَشْفَى النَّاسَ" أي: أبلغهم من الري آمالهم.
قوله في ذكر الأوعية في كتاب الأشربة من البخاري: "لَمَّا نَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الأَسْقِيَةِ قِيلَ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً" (?)، قوله: "عَنِ الأَسْقِيَةِ" وهم في الرواية, إنما هو: (الأوعية)؛ لأنه لم ينه عن الأسقية إنما نهى عن الظروف وأباح الأنتباذ في الأسقية، فقيل له: "لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً" وكذلك قال (?) لوفد عبد القيس حين قالوا: "فَفِيمَ