الْهمْزَةُ مَعَ الزَّاي

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أُزْرَةُ المُوْمِنِ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ" (?) بضم الهمزة ضبطه أكثر الشيوخ، قالوا: والصواب كسرها؛ لأن المراد به الهيئة، والحالة كالقِعدة والرِّكبة.

وقول ورقة بن نوفل: "وَإِنْ يُدْرِكنِي يَوْمُكَ (?) أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُوَزَّرًا" (?) يروى مهموزًا وغير مهموز، أي: نصرًا بالغًا قويًّا. قلت: ومنه الإزار؛ لأن المُؤْتَزِرَ يشد به وسطه، فكان المُؤَزَّرُ مستعار من هذا، ومعناه: المُشَدَّد المُقَوَّى، ومنه قوله سبحانه: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: 31]، أي: قوني به، والأَزْر: القوة. وقال بعضهم: أصله موازرًا، من: وازرت. ويقال فيه أيضًا: آزرت، أي: عاونت.

وقولها: "شَدَّ مِئْزَرَهُ" (?) المئزر والإزار: ما ائتزر به الإنسان من أسفله،

وفيه تأويلان:

أحدهما: أنه كنايةَ عن البعد عن النساء، كما قال الشَّاعِر (?):

قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُم

دُونَ النِّسَاءِ ولَوْ بَاتَتْ بِأَطْهَارِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015