وقولها: "فَقَصَمْتُهُ" (?) تعني: السواك، أي: شققته (?) بأسناني، هكذا في باب من تسوك بسواك غيره، وفِي كتاب التَّمِيمِي: "فَقَضَمْتُهُ" أي: قطعت رأسه، والقضم: العضُّ، وفي البخاري في الوفاة مثله للقابسي وابن السكن (?)، وكذلك اختلف فيه عن أبي ذر (?).
قوله في الأرزة: "حَتَّى يَقْصِمَهَا اللهُ" (?) أي: يهلكها ويكسرها.
و"الْقَصَّةُ البَيْضَاءُ" (?) كناية عن النقاء، وهو ماء أبيض يرخيه الرحم آخر الحيض عند ارتفاعه، كالخيط الأبيض. قال الحربي: القصة: القطعة من القطن؛ لأنها بيضاء، تقول: تخرج نقية بيضاء غير مغيرة، ويدل عليه قوله في الحديث الآخر: "حَتَّى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيْضَاءَ" (?) وقيل: هو خروج ما يحشى به أبيض كالقصة وهي الجير، ومنه: "النَّهْيُ عَنْ تَقْصِيصِ القُبُورِ" (?) أي: بنائها بالقصة. ومنه: "وبَنَاهَا بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ (?) وَالْقَصَّةِ" (?) قد فسر مالك القصة البيضاء بقوله: "تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ" (?).