مائها. قلت: بل هو من (فُقِرَتْ) إذا حُفِرَتْ، ومنه: التفقير للنخل، والْفُقْرَةُ: الحفرة، فلما كان هؤلاء القوم الذين هم القدرية بهذه الصفة من البحث والتتبع لاستخراج المعاني من الألفاظ، وضرب الكتاب والسنة بعضها ببعض، ثم جاؤوا بتلك المقالة المنكرة التي هي القول بالقدر استُعْظِمتْ منهم، (وأُرِيبَتْ في قولهم) (?) ألا ترى كيف وصفهم بقراءة القرآن وذكر من شأنهم، بخلاف ما لو سُمع هذا القول من غيرهم ممن لا يوصف بعلم وفهم ولو سمعها لما بالى بهم ولعدَّها من جملة جهالاتهم، ورأيت بعضهم ذكره في تعليق له على مسلم: "يَتَقَعَّرُونَ" أي: يطلبون قعره وغامضه، ومنه التقعير في الكلام.
وَفِي بَابِ: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى} [البقرة: 51]: " {سُقِطَ في أَيْدِيهِمْ} [الأعراف: 149] كُلُّ مَنْ نَدِمَ فَقَدْ سُقِطَ في يَدِهِ" (?) كذا لهم (?) وعند القابسي: "قِيلَ: سُقِطَ في يَدِهِ".
قوله في فضل عائشة رضي الله عنها: "فَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ فَغَارَتْ" (?) كذا لهم، وهو الصواب، أي: طلبت النبي في - صلى الله عليه وسلم - فلم تجده معها على العادة، وعند بعضهم: "فَاقْتَعَدَتْهُ" كأنه تأول ركبت الجمل المذكور، وليس هذا موضعه.