"وهُنَّ مِنْ تِلَادِي" أي: مما (?) تعلمت أولاً، ولا وجه لتكراره هاهنا، وقد يكون بمعنى الشريفات الفاضلات، والعرب تقول لكل متناه في الجودة: عتيق، ومنه سميت الكعبة البيت العتيق. وقيل: "لِعِتْقِهِ مِنْ الْجَبَابِرَةِ" (?) أي: من تَجَبُّرِهِمْ فيه، وقيل: لأنه أُعْتِقَ منهم فلا يدخله أحد ويصل إليه إلا ذَلَّ عنده وذهبت نخوته وعظمته وطاف به، فلا يَدَّعِي جبار ملكه.

وقيل: لأنه أُعْتِقَ من الغرق في عهد نوح عليه السلام. وقيل: لقدمه كما قيل لمكة: أم (القري والقرية القديمة) (?) وقد قال تعالى فيه: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 96] وسمي أبو بكر - رضي الله عنه - عتيقًا من العتاقة، وهي الحسن؛ لحسن وجهه. وقيل: لقدمه في الخير. وقيل: لعتقه من النار.

وقيل: لأن أمه كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته قالت: اللهم هذا عتيقك من الموت فهبه لي (?). وقيل: لشرفه، وأنه لم يكن في نسبه عيب.

وقيل: لأن أمه نذرته للكعبة، وسمته: عبد الكعبة كما قالت حنة: {نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35] أي: معتقًا مما ينتفع بالولد خالصًا لله تعالى. وقيل: بل كان اسمه العلم له لا لمعنى ولا لعلة.

قوله: "عَلَى فَرَسٍ عَتِيقٍ" (?) أي: متناه في الفراهة والجودة.

قوله: "وَاِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ" (?) في "البارع": عَتَقَ المملوك يَعْتِقُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015