بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَبِهِ أَسْتَعِينُ
وَعَلَيْهِ أَتَوكَّلُ وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ التَّوْفِيقَ وَالْمَعُونَةَ) (?)
الحمد لله مظهرِ دينه على كل دينٍ، وحائطِه (?) من شُبَه المبطلين، وباعث رسوله الأمين إلى كافة الخلق أجمعين بكتابه الحق المبين، معصومة بالإعجاز حروفه ومعانيه، محفوظة بالبلاغة والإيجاز أساليبه ومبانيه، فما قدر العدو الجاحد على إلحاق خللٍ به بتبديل لفظة من ألفاظه، ولا تغيير معنًى من معانيه - مع كثرة الجاحد المجاهد على إطفاء نوره، وظهور (?) المعادي المعاند لظهوره - حفظًا من الله تعالى له كما وعد، وتعجيزاً لمن رام ذلك ممن عاند وجحد، ثم بيَّن سبحانه وتعالي على لسان نبيه (?) - صلى الله عليه وسلم - من مناهج دينه وشرعته ما وَكَلَ نفي التحريف عنه إلى عُدُول أعلام الهدى من أمته، فلم يزالوا يذُبُّون عن حمى السنن، ويقومون لله تعالى بهديهم القويم الأحسن، وينبهون على كل متهمٍ بهتك حريمها، ومزج صحيحها بسقيمها؛ حتى بان الصدق من المَين (?)، وتبيَّن الصبح لذي عينين، وتميَّز الخبيث من الطيب، وتبين الرشد من الغي، واستقام