أحد منهم خُلُق يُذَم به كما في الحديث الآخر: "لَا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلَا اخْتلَافَ (?)، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ (?) وَاحِدٍ" (?) وعلى هذِه (?) الرواية الأخرى يكون المعنى أنهم على سورة أبيهم آدم.
وفي حديث جابر: "مَا كَانَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُخَلِّفَكُمْ" (?) أي: يتركَكم خلفه ويتقدمكم. وقيل: يتخلف عنكم. وقيل: يخلفكم موعده، وهذِه رواية أبي بحر وابن أبي جعفر، وعند غيرهما: "يَلْحَقَكُمْ" من اللحاق، وهو وهم بدليل مساق الحديث.
وقول سعد: "فَخَلَّفَنَا - يَعْنِي: النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَكُنَّا آخِرَ الأَرْبَعِ حِينَ فَضَّلَ دُورَ (?) الأَنْصَارِ" (?) أي: أخَّرَنا ولم يقدِّمنا، يقال: خلفه إذا جعله آخرًا.
وقوله: "حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنبَاتِهِمْ، فَمَا يُخَلِّفُهُمْ" (?) كذا للكافة (?) وعند بعضهم: "فَمَا يَلْحَقُهُمْ" والأول أصوب.