جرت عَادَته حُضُور دَار الْخلَافَة وَأمر بِحُضُور المغنين والمطربين وَأَصْحَاب الملاهي وَتقدم بِعَمَل خوان غرم عَلَيْهِ مَال جزيل لَا يحصره عد وَلَا وصف لكثرته وَمَا صنع عَلَيْهِ وبقى النَّاس على مَا هم عَلَيْهِ من الْفَرح وَالسُّرُور والطرب سَبْعَة أَيَّام بلياليهن فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم السَّابِع أَمر بِالْخلْعِ والتشريفات فَأول من خلع عَلَيْهِ مجد الدّين أَبُو الْفضل ابْن الصاحب خلع عَلَيْهِ جُبَّة أطلس بقطى ومقيار مسمط بِذَهَب عراقي وَأعْطى سَيْفا مذهبا واعتقد النَّاس أَنَّهَا خلعة الوزارة وَجعل النَّاس يترقبون ركُوبه فَركب وَدخل إِلَى الدَّار العزيزة على جاري عَادَته ثمَّ خلع على جمَاعَة الْأُمَرَاء وأرباب الدولة وَحضر للتهنئة جمَاعَة من الشُّعَرَاء والفضلاء وَمِنْهُم الْأَجَل أَمِين الدولة جمال الْكتاب أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاتِب سبط التعاويذي فَقَالَ يمدحه ويهنئه بختان ولديه أبي نصر وَأبي جَعْفَر
(ختان جرى بِالْيمن والنجح طَائِره ... موارده محمودة ومصادره)
(قَضَت بتباشير السرُور صدوره ... ونيل المنى أعجازه وأواخره)
(بطالع سعد لَا تغيب نجومه ... وزائن حَظّ لَا تغيب بشائره)
(فيالك من يَوْم تَكَامل حسنه ... فرقت حَوَاشِيه وراقت مناظره)
(حوى شرفا يبْقى على الدَّهْر ذكره ... إِذا فنيت أدواره وأعاصره)
(يتيه على الْأَيَّام فضلا وسؤددا ... فَلَو فاخرته أفحمتها مفاخره)