يَده وَحلف لَهُ بِرَأْس الْملك المظفر أَنه لَا يضرّهُ فَخرج فِي ليلته وَلم يجْتَمع بِهِ وسيره مَعَ سِتِّينَ فَارِسًا إِلَى مَدِينَة طرابلس فوصلها ودخلها
وَكَانَ صَاحبهَا ابْن مطروح عبد الْمجِيد مُطيعًا لِابْنِ عبد الْمُؤمن صَاحب الْمغرب فَلَمَّا اجْتمع بِهِ إِبْرَاهِيم حسن لَهُ التَّوَجُّه إِلَى ابْن عبد الْمُؤمن وسفره فِي مركب إِلَى تونس وَكَانَ فِيهَا وَال يُقَال لَهُ عبد الْوَاحِد فَتَلقاهُ ملقى حسنا وَأَعْطَاهُ مَالا كثيرا وجهزه وسيره إِلَى مراكش وَكَانَ صَاحبهَا ابْن عبد الْمُؤمن يُوسُف إِذْ ذَاك وَملك قراقوش مَا كَانَ بيد إِبْرَاهِيم وأضافه إِلَى مَا كَانَ فِي يَده وَلما أحس حميد بن جَارِيَة مقدم ذُبَاب بِأَن قراقوش قد حَالف زغب قَامَت قِيَامَته وَأخذ فِي عداوته وَصَارَت ذُبَاب تقتل من لقِيت من الأجناد وتغار على جمَالهمْ فِي مراعيها وَتَأْخُذ قوافلهم فَقضى ذَلِك أَن شرف الدّين أظهر عَدَاوَة حميد وَنفذ إِلَيْهِ إِن أردْت صادقتي فَترد مَا أَخَذته قبيلتك فَقَالَ حميد لَا قدرَة لي على ذَلِك فَقَالَ لَهُ شرف الدّين انْعَزل عَنْهُم بِمن أطاعك فَأبى
وَعلمت ذُبَاب بِإِظْهَار الْعَدَاوَة لشرف الدّين فَصَارَت كلهَا طَوْعًا لَهُ وَكَانَت ذُبَاب إِذا رَأَتْ حميدا قد عادى ملكا أَطَاعَته وَإِذا صَادِق ملكا بغضته
وَعلمت الشريد بعداوة شرف الدّين وذباب فانحازت إِلَيْهِ وحالفته مَعَ زغب وَكَذَلِكَ عَوْف حالفته
وَكَانَت سليم كلهَا الَّتِي بطرابلس إِذا جَاءَ لذباب عَدو انْحَازَتْ إِلَيْهِ لِأَن ذُبَاب أبدا كَثِيرَة الْأَذَى لسليم لكثرتها وسأذكر واقعته فِي موضعهَا من سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة إِن شَاءَ الله تَعَالَى