وَذَلِكَ لما كَانَ يجْرِي بَين الْأَمِير عز الدّين عُثْمَان بن الزنجاري وَإِلَى عدن وَبَين الْأَمِير حطَّان بن منقذ الْكِنَانِي وَإِلَى زبيد من الْفِتَن والأمور الَّتِي تكون مَعهَا عَاقبَتهَا إِلَى فَسَاد الدول فأحضر السُّلْطَان أَخَاهُ سيف الْإِسْلَام طغتكين وَقرر مَعَه أيمضي إِلَى الْيمن وَينظر فِي أُمُور بلادها ويتولاها ويولي ويعزل ويستبدل فَسَار إِلَى الْيمن فحين علم بِهِ حطَّان خَافَ مِنْهُ وَأَوَى إِلَى بعض الْحُصُون فتحصن مِنْهُ واستكن مِنْهُ ومازال يمنيه ويرغبه فِي الْولَايَة بَين يَدَيْهِ وحطان يسْأَل الْإِذْن بالمضي إِلَى الشَّام فَأذن لَهُ فَجمع حطَّان جَمِيع أَمْوَاله وذخائره من ذهب وَفِضة وجواهر ويواقيت وآلات وَعدد وخيول عراب وَأمر غلمانه أَن تاتي بالجمال فحملها جَمِيع الْأَمْوَال وَظن أَنه ينجو بذلك وَركب ليسير بِمَالِه إِلَى الشَّام فَأمر برده إِلَيْهِ ليودعه فَلَمَّا دخل إِلَيْهِ اعتقله وسير وَرَاء مَاله وخزانته وأثقاله من ردهَا إِلَيْهِ فاستولى عَلَيْهَا ثمَّ أنفذه إِلَى بعض المعاقل فحبسه ثمَّ قَتله
وَفِيمَا ذكر للسُّلْطَان من خبر مَاله وذهبه مَا يُغني عَن تفاصيل جملَته نَيف وَسَبْعُونَ غلافا من غلف الزرد وَكَانَت مَمْلُوءَة بِالذَّهَب الْأَحْمَر وَقوم الْمَأْخُوذ بِأَلف ألف دِينَار