جِهَته وَمن هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء مِمَّن هُوَ أحماهم حَقِيقَة وأحقهم حمية وآباهم نفسا وأنفسهم آبية من فَارقه متاركا وشاققه مباكتا وَذهب مغاضبا وتحيز إِلَى جانبنا وَأعْرض عَنهُ جانبا وَوصل إِلَى نوابنا بِالشَّام متوسلا إِلَيْنَا لنَفسِهِ بآرائه وآرابه ورسولا عَمَّن وَرَاءه من رفقائه وَأَصْحَابه وشاع أَيْضا أَن عَسْكَر حلب أغار على الراوندان وَهِي أحد مَا فِي عَملنَا وتصرفنا لَهُ ولولايته شَامِل ورسولهم عِنْد الفرنج يستنجدهم فِي شغلنا ويغريهم ويبذل لَهُم الرغبات ويضريهم وَقد راسل الحشيشية وَالْمرَاد من الرسَالَة غير خَافَ وَالْعلم بالمعتاد مِنْهَا كَاف وَمَا تهَيَّأ للمذكور الْوُصُول إِلَى حلب إِلَّا بِسَبَب غيبَة ابْن أخينا فِي أقْصَى بِلَاد الفرنج فِي أول بَريَّة الْحجاز وَقد نَهَضَ إِلَيْهِم بالعسكر مُعْتَرضًا لَهُم فِي الْمجَاز فَإِن طاغيتهم جمع خيله وَرجله وَاسْتعْمل فِي الاستكثار من الزَّاد والآلات وَالْعدَد منته وجهله وحدثته نَفسه الخبيثة بِقصد نيماء وَهِي دهليز الْمَدِينَة على ساكنها السَّلَام واغتنم كَون الْمَدِينَة مخصبة فِي هَذَا الْعَام فقفى ابْن أخينا أَثَره وَأخذ عَلَيْهِ مورده ومصدره وعارض بالعسكر الْمَنْصُور عدوه المخذول وَعَسْكَره وَذَلِكَ بعد أَن أنضى عزمه وأمضى ركابه وجهده وَمنع الْكَافِر المخذول وَصد قَصده وَلم يعلم بوفاة ولد نور الدّين رَحمَه الله إِلَّا بعد عودته من نهضته وَقد حسن بِحَمْد الله أثر عزمته واستنقذ بركَة وَجهه فِي غزوته وَلم يشك هُوَ وَلَا غَيره أَن صَاحب