الأصب رَجَب ووصوله إِلَى الْقَاهِرَة يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر شعْبَان واستقبله من بهَا من العساكر والأكابر وَكَانَ نَائِبه بهَا يَوْمئِذٍ أَخُوهُ الْملك الْعَادِل وَأقَام السُّلْطَان بِمصْر مشتغلا بمصالح الدّين والدولة وَالْجُلُوس فِي دَار الْعدْل يومى الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس لتشييد منار الْحق وتفريج الكرب وإسداء الْمَعْرُوف وكشف الْمَظَالِم فَلم يزل بِمصْر إِلَى آخر السّنة الْمَذْكُورَة
وفيهَا عَاد السَّيِّد أَبُو يَعْقُوب إِلَى مراكش وَذَلِكَ فِي أواخرها
وفيهَا توجه شرف الدّين قراقوش إِلَى دمر ورزيقا وَقَابِس وَذَلِكَ بَعْدَمَا نفذ إِلَى إِبْرَاهِيم وجدد فِيمَا بَينهمَا الْيَمين والمواثيق بِأَنَّهُ لَا يغدر أحد مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ وَقَالَ تركت هَذِه الْبِلَاد وَأَهلي بقلعة أم الْعِزّ فِي وديعتك وَأَنا مُتَوَجّه فَإِن فتح الله تَعَالَى على واستغنيت عَنْهَا أَعطيتك الْجَمِيع وَسَار فوصل إِلَى دمر وَكَانَ بهَا مقدم سُلْطَان يُقَال لَهُ عُثْمَان وَله قلعة منيعة وبلاد كَثِيرَة فاستولى على الْبِلَاد كلهَا وبقى عُثْمَان فِي القلعة فَلم يقدر عَلَيْهَا وَكَانَ بدمر إِنْسَان مقدم يُسمى فروخا لَهُ قلعة لَيست بالحصينة وَكَانَ عدوا لعُثْمَان فوصل إِلَى شرف الدّين وأطاعه وحالفه وَعلم عُثْمَان بذلك فَقَامَتْ قِيَامَته وَخرج من قلعته يستنفر البربر وَيَقُول لَهُم إِنَّمَا هَؤُلَاءِ الغز قافلة فَلَمَّا سمع شرف الدّين بِخُرُوج عُثْمَان من قلعته