وَكَانَ وُصُول الرَّسُول من دَار الْخلَافَة المكرمة صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ أبي الْقَاسِم عبد الرَّحِيم وَمَعَهُ شهَاب الدّين بشير الْخَادِم الْخَاص إِلَى دمشق فِي شهر رَجَب بعد أَيَّام من قدوم السُّلْطَان وَمَعَهُ التَّفْوِيض والتقليد والتشريف وَكَانَ وُصُوله إِلَى دمشق كَيَوْم عيد فَتَلقاهُ السُّلْطَان بالتعظيم والتبجيل وترجل لَهُ وَأبْدى الخضوع وترجل عِنْد ذَلِك شيخ الشُّيُوخ وَبشير الْخَاص وسلما عَلَيْهِ من أَمِير الْمُؤمنِينَ صلوَات الله عَلَيْهِ فَقبل الأَرْض ثمَّ ركبُوا ودخلوا دمشق فأنزله السُّلْطَان أكْرم منزل وَركب ثَانِي يَوْم وُصُوله بموكبه وَعَلِيهِ الملابس النَّبَوِيَّة والتشريفات الإمامية وَكَانَ قد عزم على قصد الديار المصرية فَحسن لشيخ الشُّيُوخ مصاحبته ورغبه فِي زِيَارَة الشَّافِعِي رضوَان الله عَلَيْهِ فَمضى فِي صحبته إِلَى مصر للزيارة وَتوجه مِنْهَا إِلَى مَكَّة شرفها الله تَعَالَى وَذَلِكَ بعد ماسير السُّلْطَان فِي جَوَاب رسَالَته إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز ضِيَاء الدّين الشهرزورى صُحْبَة شهَاب الدّين بشير
من الْكتاب السلطاني إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز المنفذ على يَد ضِيَاء الدّين وَذَلِكَ بعد اسْتِيفَاء أَقسَام الْخدمَة الإمامية
قد سبقت مطالعته بِمَا انْتهى إِلَيْهِ من أَدَاء الْفَرْض وتقبيل الأَرْض والإفاضة فِي شكر مَا أفيض عَلَيْهِ من التشريفات الَّتِي اسحبته ذيل الفخار وأصحبته الشّرف السَّامِي الْمنَار وأحظته بالإيثار وحضته على الْعُبُودِيَّة الحميدة الْآثَار المأمونة العثار وَمَا أسعده وَقد خص برسالة الْجَانِب المحروس الصدري شيخ الشُّيُوخ شرقا وغربا وسفارته الَّتِي زَادهَا وَجه