ابْن أبي سعد شيخ الشُّيُوخ النَّيْسَابُورِي إِلَى أتابك بهلوان مُحَمَّد ابْن أيلدكز بهمذان فَبَثَّ الدعْوَة الهادية فِي تِلْكَ الْبِلَاد من أصفهان وَجَمِيع بِلَاد خُرَاسَان وأذربيجان وسيرت رسل الْخلَافَة أَيْضا إِلَى الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فَأَقَامَ الدعْوَة الهادية الإمامية فِي جَمِيع الْبِلَاد والثغور وَالشَّام والديار المصرية وَحضر شعراء الدِّيوَان الْعَزِيز على جاري الْعَادة لتهنئة مَوْلَانَا الإِمَام النَّاصِر لدين الله أَمِير الْمُؤمنِينَ عِنْد جُلُوسه فِي الْخلَافَة فِي ذِي الْقعدَة فَأَنْشد كل مِنْهُم كَلمته فَمن ذَلِك الْأَجَل أَمِين الدولة مُحَمَّد بن عبد الله سبط التعاويذي وَكَانَ من أفاضل الشُّعَرَاء المقدمين ذكرتها بِتَمَامِهَا لاستحسانها وَهِي
(طَاف يسْعَى بهَا على الْجلاس ... كقضيب الأراكة المياس)
(بدر تمّ غازلت من لحظه لَيْلَة ... نادمته غزال الكناس)
(ذللته لي المدام فأمسى ... لين الْعَطف بعد طول شماس)
(بَات يجلو عَليّ رَوْضَة حسن ... بت مِنْهَا مَا بَين ورد وآس)
(أمزج الكأس من جناه وَكم ليله ... صد مزجت بالدمع كامي)
(لَا يبت ذَلِك الحبيب بِمَا بت (م)
أعاني من لوعة وأقاسي)