فصل من كتاب عَن السُّلْطَان إِلَى الرَّسُول بِبَغْدَاد فِي الْمَعْنى ورأينا أَن البدار إِلَى الْحُلُول بدارهم وإحلال الخزي بهم فِي تعجل دمارهم فرْصَة لفريضة الْجِهَاد منتهزة وعدة من الله تَعَالَى فِي قهر عداته منتجزة وغنيمة لِلْإِسْلَامِ محرزة ونصرة فِي أقرب أمد بأنجح أمل بعون الله موجزة لَا سِيمَا والصوارم قد قلقت فِي أغمادها واللهاذم قد علقت عرى اجتهادها فِي جهادها والعزائم قد رمضت مضَارب مظانها والسوابق قد ضمرت فِي مضمارها شوقا إِلَى إخرابها وَالْبيض والسمر قد اهتزت أعطافها إِلَى الانتشاء من طلاء الطلى والارتعاء فِي اكلاء الكلا والاكتساء من النجيع القاني محمر الْحلَل والحلى وألسنة الأسنة قد خطبت عقائل المعاقل وخطبت على أَعْوَاد العوامل الذوابل وطيور السِّهَام المبرية المريشة إِلَى أوكارها من الْمقل نازعة نازية والأقدار بِمَا تجْرِي بِهِ من نصْرَة الْإِسْلَام زاهية والمنايا بأماني المغرورين من أهل الشّرك هازية وهممنا الْعَالِيَة بدين الدّين متقاضية وَإِلَى حَاكم الْقَضَاء فِي اقتضائه مقاضية وَهَذِه سنة قد هبت فِيهَا النُّصْرَة من سنتها ومحت سَيِّئَة اللَّيَالِي بحسناتها وَبَلغت نعم الله تَعَالَى فِيهَا مُنْتَهى منتها وأظهرت فرْصَة الانتهاز لَهَا آيَة مكنتها وَمِمَّا يبرهن على هَذَا القَوْل ويبهر الْأَنَام بشكر هَذَا الطول مُقَدّمَة فِي النَّصْر يدل على أَن نتائجها الْفتُوح الْأَبْكَار وباكورة فِي الظفر سمح بهَا الْقدر تبشر بِأَن جرت بمساعفتنا الأقدار وَذَلِكَ أَن والدنا عز الدّين فرخشاه أَحْيَاهُ الله تَعَالَى وأبقاه نَهَضَ من الْعَسْكَر بِرَأْس المَاء فِي الْحَاضِرين بعسكرنا عِنْده واستصحب رِجَاله بانياس مَعَه وأغار على صفد بكرَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشر ذِي الْقعدَة عِنْد سلخ الصَّباح فسَاء صباح الْمُنْذرين وَكَانُوا فِي مساكنهم غارين وبحصانتها مغترين فَأذن إقدامه بِشَتٍّ شملها وَدخل الْمَدِينَة على حِين غَفلَة من أَهلهَا وَسَقَى عطاش الْبيض وظماء الظبى من ورد وريدهم وَرَوَاهَا