فتخاذل من كَانَ بهَا من الفرنج وانهزموا ودخلوا الْحصن وَأَغْلقُوا الْأَبْوَاب وأحاط النَّاس بِالْحَائِطِ وَملك وَالِدي الْملك المظفر الباسورة بِرِجَالِهِ وَبَاتُوا طوال اللَّيْل يَحْرُسُونَ والفرنج على شرافات الْحصن يرْمونَ بسهامهم ويتبعونها بشهب النيرَان وأصحابنا على الْحفاظ فَخرج جمَاعَة وَالسُّلْطَان يمدهُمْ وينجدهم وَكَانَ بعض المماليك قد سمع من وَرَاء الْبَاب صَوت الْحِجَارَة فَعلم أَن الفرنج يبيتُونَ خلف الْبَاب وَأَنَّهُمْ قد أوقدوا خلف كل بَاب نَارا ليحموا بهَا أنفسهم فَعلم حِينَئِذٍ ضعفهم فجَاء الْمَمْلُوك وَأعلم وَالِدي فتيقن وَالِدي أَخذ الْموضع وَأعلم السُّلْطَان بذلك فَبَاتَ النَّاس تِلْكَ اللَّيْلَة فِي أَشد جِهَاد
ثمَّ إِن السُّلْطَان فرق الْبناء على الْأُمَرَاء فَأخذ عمى عز الدّين فرخشاه الْجَانِب القبلي وَجمع عَلَيْهِ النقابين والحجارين وَجَاء الجاندارية وَرَاء