وَلم يزل السُّلْطَان محاصرا للموصل مواظبا على مضايقتها إِلَى أَن أَتَاهُ الْخَبَر بوفاة شاه أرمن صَاحب خلاط يَوْم السبت الْعشْرين من شهر ربيع الآخر وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع مِنْهُ فَحِينَئِذٍ ترددت الآراء وَكَثُرت المشورات وأتى إِلَيْهِ الْأُمَرَاء وذووا الرَّأْي مِنْهُم من أَشَارَ عَلَيْهِ بِالْمَسِيرِ إِلَى تِلْكَ الديار وَمِنْهُم من قَالَ لَهُ تجمع بَين الْأَمريْنِ فَتتْرك بعض الْعَسْكَر بِقدر مَا تضايق بِهِ الْبَلَد من الْجَانِبَيْنِ وتعجل بِالْمَسِيرِ لأخذ تِلْكَ الخطة فَلَمَّا أصبح وَردت عَلَيْهِ كتب أَوْلِيَاء الدولة بخلاط وَتلك الولايات وبد لَيْسَ
وَوصل من أُمَرَاء خلاط عماد الدّين ملك وحرض السُّلْطَان على الْمسير إِلَى تِلْكَ الديار وَقَالَ
هَذِه الْموصل ملك مَا يخْشَى فَوَاتهَا فَبَقيَ السُّلْطَان مفكرا فِي أمرهَا فِي يَوْمه وَلَيْلَته فَلَمَّا أصبح عزم على الرحيل عَن الْموصل ثمَّ أَمر الرَّسُول بِالْمَسِيرِ إِلَى بلد خلاط وَأمر أمراءه بالتأهب وعرفهم مَا عزم عَلَيْهِ من قصد تِلْكَ الخطة ثمَّ أرسل إِلَى زين الدّين بن عَليّ كوجك صَاحب إربل بِالرُّجُوعِ إِلَيْهَا وَجعل فِي معونته الْأَمِير سيف الدّين عَليّ بن أَحْمد المشطوب
فِيهَا كَانَ رحيل السُّلْطَان عَن الْموصل بعساكره فِي أَوَاخِر شهر ربيع