فرسه رَاجعا وَضرب بنشاب الجرخ فَمَا أَصَابَهُ شَيْء وَعَاد شرف الدّين وَقت الْعشَاء من ذَلِك الْيَوْم عَن تونس وَنزل بِموضع يُقَال لَهُ قصر نعامه وَأصْبح فَرَحل عَنهُ وأدركه الشتَاء فَخرج من إفريقية وَسَار يطْلب النُّزُول على الحامة فوصلها فِي سِتَّة أَيَّام وَيَوْم السَّابِع وَقت الصُّبْح كَانَ الْعَسْكَر على أسوارها فوجدوا كل من بهَا قد ارتحل وَنزل الْجَمِيع الْجَبَل بقلعة لَهُم على رَأس جبل كَانَت تكون خَالِيَة وَافق أَن مقدميها بني ثمال كَانُوا بعد فِي المهدية فَأخذُوا وَكَانُوا ثَلَاثَة عَليّ وحسين ومفرح فَلَمَّا أخذُوا وأحضروا إِلَيْهِ قَالَ قد أمكن الله تَعَالَى مِنْكُم وَأما أهل الحامة فَمَا لَهُم عِنْدِي ذَنْب ثمَّ أَمر من سَار إِلَى القلعة ونادى من بهَا أَلا إِن المقدمين قد أخذُوا وَأَنْتُم إِن نزلتم إِلَى بلدكم فَأنْتم آمنون بِأَمَان الله تَعَالَى وأمان رَسُوله لَا نَأْخُذ مِنْكُم شَيْئا بل نجريكم على الْعَادة فِي أَيَّام من تقدم من أَخذ الْخراج والأعشار فَلَمَّا تحققوا ذَلِك نزل الْجَمِيع وعادوا إِلَى الحامة وعمرت أحسن عمَارَة
وَأَرَادَ قتل أَوْلَاد ثمال فَحَضَرَ سيد النَّاس مقدم طره وشفع فِي نُفُوسهم بِشَرْط أَن يؤدوا قطيعة على رقابهم مائَة ألف دِينَار مأمونية فَقبل شَفَاعَته وعجلوا من ذَلِك ثَلَاثِينَ ألفا وضمنهم سيد النَّاس بِمَا بَقِي عَلَيْهِم وَأَخذهم وانكفأ إِلَى طرة وَأقَام شرف الدّين تَحت الحامة قَرِيبا مِنْهَا واضطرب أهل قابس بِأخذ الحامة لِأَنَّهَا قريبَة مِنْهَا وَخرج إِلَيْهِ عَليّ بن عِيسَى بن شكاب وَهُوَ من كبار مَشَايِخ قابس اتهمه الموحدون بِأَنَّهُ يُكَاتب قراقوش وَكَانَ بهَا فَقِيه كَبِير يُقَال لَهُ ابْن نزار قَتله أهل قابس لاعتقادهم أَنه كَاتب قراقوش فثارت عَلَيْهِ الْعَوام وحصروه فِي دَاره وَقتل بهَا