إِلَى هَذِه الدَّار الْمَذْكُورَة وَقَالَ أُرِيد أَن تقسم هَذِه الدَّار وَأَنا حَاضر فإنني قد كرهت عدَّة دور لأجل قسمتهَا فَقَسمهَا مُتَقَدم البنائين وأستاذ الدَّار فَأبْطل مَا قسموه جَمِيعًا وَأخذ ورقة بَيَاض كَبِيرَة وَخط فِيهَا صُورَة الدَّار وَتقدم إِلَى أستاذ الدَّار أَن لَا يُمكن أحدا من عمَارَة إِلَى أَن يفرغ من هَذِه الدَّار فَجمع إِلَيْهَا جَمِيع الصناع والأمانين والنجارين فَلم يتَخَلَّف أحد من الصناع بِبَغْدَاد إِلَّا وَحضر إِلَيْهَا وَتقدم الْخَلِيفَة أَن يحضر الْحَاجِب ابْن مُسَافر وَيُؤمر بِأَن يزوق بَيت الخيش الَّذِي يَلِي الشط صُورَة جمَاعَة يذكرُونَ فأحضر ابْن مُسَافر إِلَى دَار الْفلك وَقيل لَهُ أَن يصور صُورَة مَمْلُوك أحضروه عِنْده فقله على الْحَائِط مثله من غير أَن ينقصهُ شَيْئا فَلَمَّا حضر الْخَلِيفَة ورآي تِلْكَ الصُّورَة أَعْجَبته صَنعته فَأمره بِأَن يلازم الْمَكَان فَقَالَ ابْن مُسَافر أُرِيد أَن يكون معي غُلَام مَعَه زبدية الأصباغ ويناولني مَا أُرِيد فَقَالُوا لَهُ إختر من أردْت فَقَالَ أُرِيد معتوق النَّقِيب وَكَانَ من نقباء الدِّيوَان الْعَزِيز فنفذ إِلَى معتوق وأحضر وَكَانَ طوال النَّهَار على الْخشب رَاكِبًا وَكَانَ الْخَلِيفَة يدْخل ويضحك عَليّ ابْن مُسَافر ورفيقه النَّقِيب فَلَمَّا فرغت الدَّار أَمر الْخَلِيفَة أَن يخلع على ابْن مُسَافر وعَلى معتوق رَفِيقه ورسم أَن يرتب ابْن مُسَافر حَاجِب منْطقَة وَزَادُوا معتوقا فِي معيشته

وَأمر الْخَلِيفَة الفراشين بِغسْل دَار الْفلك وَأَن ينْقل إِلَيْهَا من ال فرش جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْآنِية وَغير ذَلِك ورتب فِيهَا مُحَمَّد بن جِلْدك فراشا وَمَعَهُ جمَاعَة من الفراشين وزخرفت الدَّار بِالذَّهَب وَالْفِضَّة حَتَّى ذكر أَنه لم يعمر مثلهَا وَكَانَ الْخَلِيفَة إِذا أَرَادَ أَن يصعد إِلَيْهَا من دجلة وقف النَّاس يرقبون صُعُوده فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ لِأَن بَين دَار الْفلك ودجلة خطوَات فَتقدم فَأمر بِأَن يعمر حائطان مشرفان من بَاب دَار الْفلك إِلَى شاطئ دجلة فَيكون مثل الدَّرْب وَيجْعَل فِيهَا طَرِيق للْمُسلمين بِحَيْثُ إِذا صعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015