القلعة بِالْقربِ من جِهَة مطماطة وَمن نفزاوة فَأَما الْحَمَامَة فَإِن الَّذِي يكون نازلا عَلَيْهَا يُشَاهد بساتين الْحَمَامَة وَأما نفزاوة فبينها وَبَين القلعة جبل يُسمى اللَّوْح
ونفزاوة بَين بِلَاد كَثِيرَة يكون فِيهَا مَا يزِيد على أَربع عشرَة مَدِينَة وَلها نَحْو من مِائَتي ضَيْعَة وَكلهَا نخيل وزروع على الْعُيُون وَكَانَ فِيهَا مَدِينَة تسمى طرة وَإِلَى جَانبهَا مَدِينَة تسمى بيامن وَلها مقدم يُقَال لَهُ سيد النَّاس وَله أَخ يُقَال لَهُ الْمَنْصُور وَكَانَ بَينه وَبَين أهل بشتري مَدِينَة عَظِيمَة من مَدَائِن نفزاوة عَدَاوَة
وَلما سمع بِقُوَّة شرف الدّين وتدويخه الْبِلَاد الَّتِي إِلَى جَانِبه أَرَادَ أَن يَجْعَل عِنْده يدا ويبلغ غَرَضه من أهل بشتري بيد شرف الدّين فكاتبه وراسله وَحلف أَن يسلم إِلَيْهِ طرة وبلمن وَمَا لَهما من ضيَاع ويعينه على ملك مَا فِي نفزاوة
فَلَمَّا تحقق شرف الدّين مِنْهُ ذَلِك علم أَنه يملك ذَلِك إِذا دخل سيد النَّاس فِي طَاعَته وَكَانَ الحَدِيث بَينهمَا فِي أَيَّام الرّبيع وَكَانَ شرف الدّين ذَلِك الْوَقْت نازلا بالسَّاحل سَاحل طرابلس وَكَانَ قد وصل إِلَيْهِ من الديار المصرية جمَاعَة فيهم شُجَاع الدّين بن شكل وَقد فَرح بهم وَزَاد عسكره فَصَارَ نَحوا من ثَمَانِي مائَة فَارس من الأتراك والأكراد فَأعْطى ابْن شكل شُجَاع الدّين قصورا مَا بَين كِنْدَة والسويقة يكون فِيهِ أَرْبَعُونَ ضَيْعَة جعل لَهُ خَاصّا ولمماليكه مَعَه ثَمَانِيَة وَدخل الْموضع يكون قَرِيبا من أَرْبَعِينَ ألف