فأحضر خواصه وَمن يُشِير عَلَيْهِ وَقَالَ
قد رَأَيْت أَن أعمل لهَذِهِ القلعة اللَّيْلَة عملا أَرْجُو أَن آخذها بِمَشِيئَة الله تَعَالَى فَقَالُوا
وَمَا ذَلِك الْعَمَل الَّذِي يكون فَقَالَ
إِن هَؤُلَاءِ ينزلون فِي كل يَوْم يُقَاتلُون أَسْفَل الوطاء وَأُرِيد أَن أكمن اللَّيْلَة ثَلَاثمِائَة فَارس من خلف هَذَا الْمِنْشَار واكون فِي الصُّبْح رجعا نَحْو الْقِتَال وَيكون بيني وَبَين الكمين إِشَارَة من دق كوس أَو ضرب بوق فَإِذا رجعت وَنزل الْقَوْم يُقَاتلُون استجررناهم وانكسرنا قدامهم فيطمعوا فِينَا فَإِذا بعدوا عَن الْموضع وهم لَا يَشْعُرُونَ أَن خَلفهم كمينا ضربنا حِينَئِذٍ البوقات دفْعَة وَاحِدَة فيركض أَصْحَابنَا من موضعهم فَلَا يكون لَهُم عمل إِلَّا أَنهم إِذا وصلوا إِلَى رَأس الْمِنْشَار الَّذِي يتَّصل بعقبة المطلع ترجلوا عَن خيلهم وطلعوا إِلَى القلعة لَا يبْقى فِيهَا من يقاتلهم وَإِذا رأى الْمُقَاتلَة ذَلِك انخذلوا فَإِذا رجعُوا منهزمين ركبنَا أكتافهم وَقَاتلهمْ أُولَئِكَ الَّذين صعدوا الطَّرِيق ومنعوهم من الطُّلُوع قتلناهم عَن آخِرهم أَو أَكْثَرهم وملكنا القلعة ثمَّ قَالَ يروح فلَان وَفُلَان حَتَّى عد ثَلَاثمِائَة وَأمرهمْ أَن يكمنوا بِحَيْثُ قَالَ
فَلَمَّا أصبح ركب وزحف فَكَانَ مَا اعتقده من نزُول أهل القلعة وقتالهم فِي الوطاء واستجرهم وانكسر لَهُم فَلَمَّا أبعدوا ضرب الكوسات والبوقات فَأقبل الكمين من مَوْضِعه فَسبق إِلَى الطَّرِيق إِلَى القلعة وَأَقْبل الْمُقَاتِلُونَ فوجدوا الطَّرِيق قد ملكت عَلَيْهِم فانخذلوا وَوَقع فيهم السَّيْف فَملك أُولَئِكَ القلعة وَمَا احتاجوا إِلَى مساعد فَكَانَ عدَّة من قتل فِي ذَلِك الْيَوْم أَلفَيْنِ وثمان مائَة رجل من البربر وَترك البَاقِينَ واحتوى على القلعة وَمَا فِيهَا وغنم مِنْهَا أَمْوَالًا عَظِيمَة جمة فرقها على أَصْحَابه وَوجد فِيهَا