مقَاتل مَا بَين فَارس وراجل وَكَانَ فِي جُمْلَتهمْ بادين بن بارزان فبرز فِي مقدمتهم وحملوا حَملَة وَاحِدَة كالجبل الْعَظِيم وكادوا أَن يظفروا وَطعن فِيهَا صمصام الدّين أجك فَثَبت السُّلْطَان أمامهم وردهم إِلَى ورائهم فَوَلوا الأدبار منهزمين فركبهم السَّيْف فأسروا من كَانَ لَهُ أجل حُصَيْن وَدخل اللَّيْل وَنَجَا ملكهم هَارِبا فَذكر أَنه حمله أحدهم على ظَهره وسرى بِهِ تَحت اللَّيْل وَرجع السُّلْطَان إِلَى مخيمه وَقد مضى من اللَّيْل أَكْثَره ثمَّ أذن بِتَقْدِيم الْأُسَارَى فَأول من قدم مِنْهُم
بادين بن بارزان ثمَّ قدم أود مقدم الداوية الْكَبِير وَكَانَ مَشْهُورا شجاعا شَدِيد الْبَأْس وأحضر ابْن القومصية وأخو صَاحب جبيل وَكَانَ كثير النهوض إِلَى ثغور الْإِسْلَام وأحضر جمَاعَة من مقدميهم الأكابر وقيدوا بالقيود الثقال ثمَّ عرض المأسورين فَكَانُوا مِائَتَيْنِ ونيفا وَسبعين من الفرسان المقدمين سوى من أسره آسره وَكَانَ فِي خيمته وَلم يسمع بِهِ وَسوى من لم يذكر من الأتباع ثمَّ نقل الْأُسَارَى إِلَى دمشق فاعتقلوا
فَأَما ابْن بارزان فَإِنَّهُ بعد سنة بذل فِي نَفسه مائَة وَخمسين