كل كَلَام قَبِيح وَقد علمت مَا فعلوا فِي حق هـ ذَا الْمِسْكِين وَأَغْلقُوا دونه بَاب القلعة وشنعوا عَنهُ مَا ذَكرُوهُ من مصالحة الفرنج وَلم يكن كَذَلِك فَإِن رآي مَوْلَانَا السُّلْطَان استخدامهم على هَذَا الشَّرْط فليستحفظ بهم فَضَحِك السُّلْطَان وَأمر بطردهم وَسلمهَا إِلَى أحد خواصه
وَأما حَدِيث صَاحب أنطاكية فَإِن السُّلْطَان حِين تسلم حارم اضْطربَ أمره وَوَافَقَ ذَلِك أَوَان انْقِضَاء الْهُدْنَة فَجَاءَت رسله بالخضوع والضراعة إِلَى السُّلْطَان وسير مَعَهم من أُسَارَى الْمُسلمين جمَاعَة كَبِيرَة إِلَيْهِ وانخذل الفرنج فِي جَانب الْقُدس خوفًا مِنْهُ وَبَدَأَ السُّلْطَان فِي تَقْرِير الْأَمَاكِن والقلاع وترتيب أحوالها
أما قلعة حلب فَإِنَّهُ جعل فِيهَا سيف الدّين يازكوج واليا وَولى الدِّيوَان العميد نَاصح الدّين إِسْمَاعِيل بن العميد
وَأما عين تَابَ فَإِنَّهُ أبقاها على صَاحبهَا وأنعم على بدر الدّين دلورم الياروقي بتل خَالِد مُضَافا إِلَى تل بَاشر قَضَاء لحق مسابقته إِلَى الْخدمَة
وَأما عزاز فَإِن عماد الدّين زنكي كَانَ قد أخربها لتتوفر قوته على حفظ حلب فَإِنَّهُ أقطعها للأمير علم الدّين سُلَيْمَان بن جندر وَشرع