فِي الْخُرُوج فَعِنْدَ ذَلِك نَدم الْخَلِيفَة لِخُرُوجِهِ وَعَلمُوا بعد ذَلِك أَنه لم يخرج إِلَّا للْمَذْهَب وخشوا من التشنيع عَلَيْهِم فِي الْبِلَاد
فَلَمَّا وصل إِلَى قزل وبلغه رِسَالَة الدِّيوَان الْعَزِيز قَالَ لَهُ
أنفذ أَنْت الْجَواب فإنني غير رَاجع إِلَى بَغْدَاد وإنني قد شاهدت الْمَوْت الْأَحْمَر وَتوجه إِلَى قزوين فَكَانَ النَّاس فِي تِلْكَ الخطة بأسرها من الْمُلُوك وَغَيرهم يقصدون رَضِي الدّين الْقزْوِينِي يتبركون بِهِ ويهنئونه بسلامته
وَبقيت النظامية خَالِيَة من مدرس وفيهَا جمَاعَة من المعيدين وَالْفُقَهَاء يذكرُونَ الدُّرُوس ويقرءون الربعة فِي كل يَوْم وهم يَعْتَقِدُونَ أَن رَضِي الدّين يرجع إِلَى أَن وَقع الأياس مِنْهُ
وَكَانَ الْفَقِيه التوقاني يعْتَقد أَنه رُبمَا أنعم عَلَيْهِ بالنظامية وَكَانَ كثير الْخطاب وَالْقَوْل والاستشفاع بِالنَّاسِ من أَرْبَاب الدولة لأَجلهَا وَكَانَ مُسْتَحقّا للتدريس والتصدر بمجلسها غير ان الْأُمُور بيد الله تَعَالَى جَارِيَة بتقديره
وفيهَا اسْتَأْذن شهَاب الدّين الْفَقِيه الطوسي فِي الْحَج فَأذن لَهُ فَخرج من بَغْدَاد وَمضى إِلَى مصر وَكَانَ قد جعل الْحَج حجَّة لِخُرُوجِهِ وَلَو عرف مِنْهُ ذَلِك لما مكن من الْخُرُوج وَلم يُؤذن من بعده لأحد فِي المضى إِلَى الْحَج إِلَّا إِذا علمُوا عوده إِلَى الْعرَاق وَكَانَت مَعَه ابْنة الثَّقَفِيّ وَمَاتَتْ وَأخذ جَمِيع مَا كَانَ لَهَا وَسبب ذَلِك أَن أستاذ الدَّار ابْن الصاحب كَانَ يبعضه ويقصده وَلَو بقى فِي الْعرَاق لهلك لِأَنَّهُ كَانَ صَاحب ابْن الْعَطَّار