لفظ الزندقة، والزنادقة، والزنديق _ يرد كثيراً في كتب العقائد.
والحديث عنه سيكون حول المسائل التالية:
أولاً: منشأ كلمة الزندقة: الزندقة اسم اشتقه العرب من كلمة زندو بالفارسية، الدالة على كتاب الفرس المقدَّس الذي يقال له بالفارسية: الزندوفستا.
وهو كتاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير، وقتله بهرام بن هرمز بن سابور، وذلك بعد عيسى _ عليه السلام _.
وقد أحدث ديناً بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول بنبوة المسيح، ولا يقول بنبوة موسى _ عليهما السلام _ 2.
ويقال لأتباعه: المانوية، ويقال لهم: الثنوية؛ لأنهم يثبتون إلهين.
فيقال: تزندق إذا اعتقد اعتقاد المجوس الفرس، أي انتسب للزندو، ثم اشتقوا منه زندقة للاعتقاد، وزنديق للمعتقد.
ثانياً: على من يطلق لفظ الزندقة والزنديق؟ يطلق على من يُسِرُّ اعتقاد المجوس؛ فلا يسمى المجوسي المتظاهر بالمجوسية زنديقاً.
ثم صار اسماً علماً في الفقه يدل على من يظهر الإسلام، ويبطن الكفر،