فالشريعة عندهم: أحكام الدين الظاهرة، أو الأحكام التكليفية.
والحقيقة: هي ما وراء هذه الأحكام من إشارات وأسرار؛ فإذا وصل العابد إلى الحقيقة لم يحتج معها إلى القيام بأمور الشرع.
هاتان هما طائفتا التأويل الباطني على وجه الإجمال، وسيأتي مزيد بيان وأمثلة على ذلك.
رابعاً: هدفهم من القول بالتأويل الباطني: قد تبين فيما مضى شيء من ذلك، ويمكن إجماله فيما يلي:
1_ إبطال الشرائع.
2_ ترويج الباطل.
3_ إضفاء الصبغة الشرعية على ما يقولون، وإيهام الناس أن آراءهم متفقة مع نصوص الشرع.
وبذلك صارت تلك الطوائف تأخذ بالتأويل الباطني لنصوص القرآن.
وتزعم أن من تقاعد عَقْلُه عن الغوص في الخفايا والأسرار، والبواطن والأغوار، وقنع بظواهرها _ كان تحت الآصار والأغلال.
وأرادوا بالأغلال: التكاليف الشرعية؛ لأن من ارتقى إلى علم الباطن _بزعمهم_ سقطت عنه التكاليف، واستراح من أعبائها1.
ومن هنا جاؤوا بتأويلات باطلة لا تستند إلى شرع، ولا عقل، ولا عرف، ولا لغة، بل إنها تخالف ذلك كله _كما سيأتي بيان ذلك_.