مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون؛ فالنار التي جعل الله فيها حرارة لا يحصل الإحراق إلا بها وبمحلٍّ يقبل الاحتراق؛ فإذا وقعت على السَّمَنْدل1 والياقوت2 ونحوهما لم تحرقهما.

وقد يطلى الجسم بما يمنع إحراقه، والشمس التي يكون عنها الشعاع _ لا بد من جسم يقبل انعكاس الشعاع عليه، وإذا حصل حاجز من سحاب، أو سقف لم يحصل الشعاع تحته"3.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في القصيدة التائية في القدر:

وفي الكون تخصيص كثير يدل مَن ... له نوعُ عقلٍ أنه بإرادةِ

وإصداره عن واحد بعد واحد ... أو القول بالتجويز رَمْيةُ حيرةِ4

ويريد الشيخ رحمه الله من خلال هذه الأبيات أن يبين أن ما في الكون من التخصيصات المتنوعة من كل وجه دلالةٌ واضحة على نفوذ مشيئة الله، وأن ذلك كائن بإرادته _ عز وجل_.

ومن تلك التخصيصات ما يُرى من الحِكم والانتظام، والحسن والالتئام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015