إن القراءة في كتب الحنابلة؛ تقودنا إلى أنهم كغيرهم؛ دأبوا على استعمال الرمز في جوانب شتى من مصنفاتهم، فقد اصطلحوا على ألفاظ معينة عند العزو إلى علمائهم، من أجل نسبة القول إلى قائله أمانة في النقل، وهذه نجدها بكثرة في كتب المذهب حتى غدت سمة بارزة له، بعضها تمت الإشارة إليها في مقدمات الكتب، وبعضها الآخر بقي منثورا في بطون هذه المصنفات، ومما رمزوا به إلى علمائهم: (المص، (م. ر)، (م. ص)، (م. خ)، ع، (م. س)، (ع. ن)، غ.
وقد يذكرون العلم بلقبه فقط كقولهم: «غلام الخلال، السعدي، شيخ المذهب، شيخنا، أبو حفص، النجم، تقي الدين، الجوزي، فارض. . .».
في بعض الكتب جاءت الأقوال منسوبة إلى أحد هذه الرموز؛ دون بيان المراد بالرمز، وهذا يدل على أنها قد شاعت بينهم وتعارفوا عليها.
وكذا الأمر عند العزو إلى الكتاب أيضا، فقد يذكرونه بحروف مختصرة من الكتاب أو حرفين يجمع بين الكاتب والكتاب، وبعضها اشتهر بلفظ معين ومن ذلك: (مط، م. ن)، ر (م. خ)، (م. ص)، ح منتهى، ش، (ص. ش)، ح ش منتهى، (ع. ن)، (ح. ق)، ع) أما الكلمية منها:
(الشرح، الانتصار، الفتاوى، الشافي، عوض، فيروز).
ولإمام الزهد والورع اصطلاحاته التي تدل على الأحكام التكليفية الخمسة، وقد وصلت إلينا عن طريق كبار تلامذته؛ الذين كانت لهم