أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن فارس قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثني إسحاق بن محمد قال: حدثنا محمد بن زياد الأعرابي قال:
نزل رجل من العرب بامرأة من باهلة، وليس عندها زوجها، فأكرمته وفرشته، فلما لم ير عندها أحداً سامها نفسها، فلما خشيته قالت له: امكث، أستصلح لك، ثم راحت فأخذت مديةً، فأخفتها ثم أقبلت إليه، فلما رآها ثار إليها فضربت بها في نحره، فلما رأت الدم سقطت مغشياً عليها، وسقط هو ميتا، فأتاها آتٍ من أهلها فوجدها على تلك لحال، فأجلسها حتى أفاقت، فقال أعشى باهلة في ذلك:
لَعَمرِي لَقد حَفّتْ معَاذَةُ ضَيفَها ... وَسَوّتْ عَلَيْهِ مَهْدَهُ ثمّ بَرّتِ.
فَلَمّا بَغَاهَا نَفسَهَا غَضِبَتْ لهَا ... عرُوقٌ نمَتْ وَسطَ الثرَى فاستَقرّتِ.
وَشدّتْ على ذي مديَةِ الكَفّ مِعصَماً ... وَضِيئاً وَعَرّتُ نَفسَها فاستَمَرّتِ.
فأمّتْ بها في نحرِه وَهوَ يَبتَغي ال ... نّكَاحَ فَمَرّتْ في حَشَاهُ وَجَرّتِ.
فَثجّ كأنّ النيلَ في جَوْفِ صَدْرِهِ، ... وَأدْرَكَهَا ضُعْفُ النّسَاءِ فخَرّتِ.