فكتبت إليه:
أقبِلْ إلينا وَعَجّلْ ما استَطَعتَ وَلا ... تَمكُثُ، فإنّ أبي قد قارَبَ الأجَلا
فكتب إليها:
إني إلَيكِ سرِيعٌ، فاعلميه، إذا ... هَلّ الهِلالُ، فَلا تَبغي ليَ العِلَلا
فقدم، وقد مات أبوها، فتزوجها.
وأخبرنا الحسن بن علي المقنعي، حدثنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد بن خلف المحولي، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن صالح النطاح عن محمد بن أبي رجاء، أخبرني رجل من أهل الكوفة قال: تزوج عمران بن حطان امرأة من الخوارج، وكانت من أجمل النساء، وأحسنهن عقلاً، وكان عمران بن حطان من أسمج الناس وأقبحهم وجهاً، فقالت له يوماً: غني نظرت في أمري وأمرك، فإذا أنا وأنت في الجنة. قال: وكيف؟ قالت: إني أعطيت مثلك فصبرت، وأعطيت مثلي فشكرت، فالصابر والشاكر في الجنة.
قال: فمات عنها عمران، فخطبها سويد بن منحوف، فأبت أن تتزوجه، وكان في وجهها خال كان عمران يستحسنه ويقبله، فشدت عليه، فقطعته، وقالت: والله لا ينظر إليه أحد بعد عمران، وما تزوجت حتى ماتت.