وبإسناده قال أنشدت لأعرابي:
لَقَدْ وَهَبَتني للمَنَايَا غَرِيرَةٌ، ... قَرِيبَةُ عَهدٍ بِالصِّبَى وَالتّمَائِمِ
أأجعَلُها كالرّثمِ، حَاشَى لحُسنِهَا ... وَللرَّخصِ مِنْ أطرَافِهَا وَالمَعَاصِمِ
بَلى! إنّ طَرْفَ الرّثمِ يُشبِهُ طَرْفَها، ... وَمِنهَا استَعارَ الجيدَ ظَبيُ الصّرَائِمِ
خَلَوْتُ بهَا لَيلاً، وَثَالِثُنَا التّقَى، ... وَلَستُ عَلى ذاكَ العَفافِ بنادِمِ
ذكر أبو القاسم منصور بن جعفر الصيرفي في كتابه كتاب المجالسات، حدثني أحمد بن كامل القاضي، حدثنا محمد بن موسى عن الزبير، حدثني غير واحد منهم عن عبد العزيز بن عمر القيسي عن مفتي بن عبد الله بن عنبسة: أن رجلاً من خثعم قدم مكة تاجراً، ومعه بنت له يقال لها الفتول، فعلقها نبيه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة، فلم يبرح حتى نقلها إليه وغلب أباها عليها، فقيل لأبيها: عليك بحلف الفضول. فأتاهم، فشكا ذلك إليهم، فأتوا نبيه بن الحجاج، فقالوا له: أخرج ابنة هذا الرجل، وهو يومئذ متبد بناحية مكة، وهي معه. فقال: يا قوم متعوني منها الليلة. قالوا له: لا والله، ولا ساعةً، فأخرجها، فأعطوها أباها، وركبوا وركب معهم الخثعمي، فلذلك